Monday, June 4, 2007

انا م البلد دى, انا م البلد دى

يوم من الأيام اللى فعلا بكره فيها عيشتى فى مصر
امى تعبت, عادى اى حد بيتعب, بس عشان كانت محتاجة جراحة صغيرة كده فى ايديها و هتاخد اجازة فكان لازم-للأسف-انها تروح مستشفى التأمين الصحى
انا انا اصلا مبكرهش فى حياتى قد التعامل مع المستشفيات اللى من النوع ده
اللى هى حكومة و كل اللى فيها من اطباء و تومرجية و رجال امن بيعاملوا المواطن على انه ولامؤاخدة شحات
المواطن الشحات ده جاى يعطلهم و يعكنن عليهم و يخليهم ميعرفوش يشوفوا شغلهم
بس شهادة للحق قبل ما اقول على اللى استفزنى, فيه ناس محترمين هناك, زى اى حتة بس طبعا قليلين
المهم اول ما دخلنا قابلنا دكتور كان خارج و شافنا و قالنا خير؟؟ مين اللى تعبان
بصراحة دكتور وجهة بشوش كده و على وشة ابتسامة جميلة و بيرد على كل الأسئلة بخصوص الوضع اللى احنا فيه
و بيستمع باهتمام , و فوق ده بيكره الروتين بتاع الورق و الكلام ده
طبيعى جدا واحد روحه حرة هيكره الروتين القاتل ده
المهم شاف الجرح اللى فى ايد ماما و طمنها و عملنا ملف للعمليات و ادينا مستنيين
طبعا مندهشتش لما عرفت ان الدكتور ده مش مصرى!!!! ده اردنى
المهم فضلنا مستنيين حوالى ساعة مثلا لغاية ما دخلنا العمليات
وصف حجرة العمليات بقى
حجرة مربعة كبيرة, مكيفة تكييف قوى, الحائط المواجه للباب فيه بابين كبار مكتوب عليهم عمليات 1 و 2
و الحائط اللى عالشمال فيه عمليات 3 و حجرة صغيرة
و الحائط اللى عاليمين فيه عمليات 3 و حجرة الدكاترة و طبيب التخدير و كده
المهم ان الحجرة المربعة الكبيرة دى فيها 3 سراير عليهم مرضى مش منظمين طبعا,المهم انهم بعاد عن ابواب حجرات العمليات ال 4
ممرضة جابت لماما كرسى جلد زى بتاع المكاتب بس باين عليه جديد, و الدكتور جه شاف ايديها و راح ابتدى شغل
امى تقوله بالراحة, و انا اقوله اديها بنج
و هو يقول مفيش لزوم, ابص على وش امى الاقيها بتموت من الألم
لما لاقانى كده قالى استنى بره, و جه دكتور تانى معاه و تعمد انه يدينى ظهره عشان مشفهوش من الكوه اللى فى الباب
لما ملقتش منه فايدة رحت دخلت تانى كانوا خلصوا, اقوله مفيش علاج, قاللى لالالالا
مع ان المفروض عالأقل تاخد حقنة مسكن, ما علينا
المهم فى كل ده كان ملقت للنظر جدا منظر الدكتور, باليونيفورم الأخضر الزبالة اللى المستشفى كلها بتلبسه, عيانين و دكاترة
و منظره و هو مكرمش و لو جبت اصغر تومرجى فى المستشفى مش هيرضى يلبسه
و منظر ايديه و هى لونها ابيض من كتر استخدام حاجة فى العمليات, الله اعلم هى ايه انا معرفهاش, بس ايديه كان لونهم غريب
و الدكتور التانى اللى جه معاه و هو ماسك ايد ماما عشان الدكتور الأولانى شغال فى الجرح
تليفونه رن راح ماسك ايدها بإيد واحدة بس ورد عالتليفون
ده غير انى لما دخلت بعد كده عشان اخد بقية الورق لقيته قاعد مولع سيجارة فى الأودة المكيفة بتاعة المعليات !!!!!!!!!
و التومرجى بيطلع ماما بره على الكرسى ابوعجل عشان مكانتش قادرة تقف, كان كل همه ان الكرسى ده خاص بقسم الجراحة و مينفعش يتساب برة !!!!!!
مش عارف امتى هيكون عندنا البنى ادم اهم من الورق و الدبابيس و الكرسى ابو عجل !!!!!!!!!

4 comments:

Amr Mohy said...

بصراحة سمعت قصص كتير قوى عن التعامل اللاانسانى مع المرضي خاصة فى مستشفيات التأمين الصحي بالذات .. لا انا مسمعتش بس انا عيشت التجربة دى مع عمى الله يرحمه .. هو كان تعبان وحاته خلاص ميئوس منها بس ده مكنش مبرر انه يسبوه من غير علاج او مسكن للألم كل اللى كان بيوصلوا محلول بدل الاكل اللى كان مش قادر يهضمه .. فين الدكاترة اللى بيتعملوا مع الطب بحب ورغبة انقاذ روح انسات مش تعامل الوظيفة امال هو ذاكر ليه فى الثانوية بس عشان يحمل لقب دكتور ؟؟

كتير نلاقى لوحة مكتوب عليها الهدوء والنظافة لراحة المرضي واللى بيحصل عكس كده .. الدكتور مستعجل وراه عيادة عايز يروح يفتحها والممرضة لازم عشان تعمل شغلها لازم تقبضها فلوس .. حاجة قرف دى مبقتش مستشفيات دى بقيت مشرحة

المسنشفيات الخاصة عشان تتعالج لازم فلوس الاول تدفع حتى لو حصلك حادثة وبتنزف .. ارهن موبايلك وساعتك المهم لازم الفلوس الاول كأن المستفشي قلبت لمؤسسة تجارية مش علاجية .. ناس كتير ماتوا بسبب الاهمال وصحفيين واعلاميين اتكلموا واظهروا مظاهر فساد والوزير نفسه بيكتشف مهازل .. رغم كده مفيش حاجة بتتغير العيب مش فى حكومة ولا فى مسئول بي لا ده العيب كمان فى اشخاص نسيوا ان الطب مش مجرد لقب وبالطو ابيض الطب رحمة وحرص على انقاذ روح

قلمي الحر said...

السلام عليكم
عمر البني ادم في مصر ماهيكون اهم من الكراسي والمقصات أو اي حاجة بفلوس ..ليه بقي
عشان الحاجات اللي في الدنيا كلها لها ثمن , وحكومتنا الموقرة _ربنا يخلصنا منها _ بتقول أنها بتدفع في الحاجات ديه فلازم يخافوا عليها " مفهوم العهدة والميزانية" ..لكن البني ادم عندنا منه كتير في البلد , لا وايه ببلاش ، بيجي بلاش ، ولو مات برده ببلاش ..الدولةاساسا عايز تخلص من البني ادمينن المصريين عشان الزحمة والسكان ..وتقولي امتي هنبقى اهم ، في حالتين : امافي المشمش ..او لو البلد ديه قامت فيها ثورة-بس مش عسكرية - وشالت ام النظام اللي احنا عايشين فيه
على فكرة : كنت عايز اعتذر لك على عدم اجابتي على تاجك ، انا بس والله عندي امتحانات اليومين دول، وتعبانة ، ومش فاضية خالص ..اوعدك اول ما اخلص هاجاوبعلى التاج ده طبعا بعد اذنك

bakar said...
This comment has been removed by the author.
bakar said...

شاب مصرى
كل اللى بتقوله ده معروف و للأسف بقى واقع,الطب بقى تجارة ليس إلا
و بمناسبة اللوحة اللى مكتوب عليها الهدوء و النظافة لراحة المرضى,و انا هناك و منتظر مع الحاجة انها تدخل العمليات واحد كان واقف فى الإنتظار برة, مع المرضى و ذويهم و مشغل اغانى عالموبايل بتاعه بصوت عالى جدا و مولع سيجارة,و تومرجى طلع ولع سيجارة و دخل تانى فى الإستقبال يعنى قمة الإستهتار و اللامبالاه
ده غير انهم طلعوا المرضى اللى مستنيين العمليات و ذويهم من صالة الإنتظار عشان يمسحوا الأرض !!!!!
علا
انا ارجح ان ان البنى ادم يبقى مهم فى المشمش, لأنها اقرب من ان الشعب يقوم بثورة غير عسكرية-ولا حتى عسكرية-
فى كتاب شخصية مصر للمؤرخ جمال حمدان قال ان مصر قدامها مرحلة الثورة او الإنحدار التاريخى, و اعتقد اننا بدأنا بالفعل مرحلة الإنحدار التاريخى عشان كده انا بستبعد القيام بثورة
و بالنسبة لموضوع التاج عندك براءة يا ستى عشان الإمتحانات و التعب و المشغوليات بتاعتك, لكن اول ما تخلصى امتحانات هستنى منك تبعتيلى لينك بتاع اجابات التاج بتاعك ;)