Monday, January 15, 2007

فى هذه اللحظة فقط....تخلص من كل شىء

لا اعرف ما الذي يدفعنى لمحاولة فهم او معرفه ما يفكر به شخص اخر؟؟
ربما هي محاولة مني لإختراق المجهول,حيث أن تفكير كل انسان و عقله هو ملكه هو فقط,لا يمكن لأحد اخر مهما كان أن يتطلع عليه؟؟
ربما لأننى فقدت الكثير من الأصدقاء و الأحباء ايضا فى لحظه كنتى اتمنى فيها أن اخترق تفكيرهم لأعلم لماذا يحدث كل هذا؟؟
أو ربما لأنى شاهدتب بعينى شخص ما يموت و فى النفس الأخير و ودت لو اعرف ما هو بالضبط الذي يفكر فيه؟؟
ربما كان هذا هو ما ابحث عنه بالفعل,
اعتقد انه يفكر فى حياته التى ستصبح بعد لحظات مجرد ذكرى,
ربما ايضا يفكر كيف سيتصرف كل إنسان بعد وفاته, يفكر فيمن سوف يبكونه, يفكر فيمن سوف يحزنون امد الدهر عليه,
يفكر فيمن سيفرح لموته لأى سبب كان ,
و يفكر فى عائلته, فى ابنائه, هل سيظلون على محبتهم له, هل سيدعون له بالرحمة و المغفرة؟؟؟
أم كل ما سيفكرون به هو الميراث و تقسيم التركه؟؟؟
يفكر فى زوجته, هل ستظل على ذكراه؟؟ هل تستطيع الصمود وحدها حتى نهاية الطريق؟؟
هل ستذكره بالخير و تتمنى ان يجمع بينهما ثانية فى الجنه؟؟ هل سيظل قلبها ينزف عليه ولا يشعر بها احد؟؟
ام هل ستنسى كل ذلك و تذكر فقك عيوبه و مشاكله؟؟
يعود إلى امه, المرأة الوحيدة التي تأكد حبها خالصا نقيا من دون اى اسباب, و اى اسباب تلك اقوى من الأمومة؟؟
يرثى لحالها, أمي لا تبكينى , فلا انا ولا أي شخص يستحق تلك الدموع الغالية,
امى لا تحزنى فإنى قد شفيت من داء الدنيا و ذاهب لأتشفى بدواء الأخرة,
امى لا تقلقى سأبعث بتحياتك لأبى و أبلغه انك مازلت علي العهد,
أمى سيعاود اخواتى و اخوتى زيارتك بعد أن يدركوا أن الموت لا فرار منه و أنه اقرب مما يتصورون,
أمى سيأتى أولادى و يكونون كما كنت لك دائما,
ستظلين فى عيني و قلبى يا امى امد الدهر و إن كنا فى عالمين مختلفين,
اشعر بالوقت و أن الرحلة قاربت على الإنتهاء الأخير لا استطيع أن افكر فى اى شىء اخر,
فى الأصدقاء و زملاء العمل, فى الجيران و الأحباب,
هذة اللحظه, هذة اللحظه فقط هى التي تظهر الوفي من الخائن,
المخلص من الغادر,
الصديق من العدو,
قال اليونان قديما فى اساطيرهم أن الروح تظل تحوم حول الجسد اربعين يوما,
و بعدها اما الجحيم
أو الخلود
,لكم تمنيت أن ارى ما سوف يحدث بجثمانى و لو لأربع ساعات فقط,
أريد أن اري من سوف يتأثر حقا ممن سوف يتقن اظهار التأثر,
و كأن الحياه الطويلة التي عشتها لم تكفى, أو لعلها لم تكن صادقة تماما,
اشعر الأن ان الموت اصدق من الحياه,
كلاهما حقيقى و موجود, لكن فى الموت تكون الأشياء أوضح,
تكون اعمق
و تكون اصدق,
بالكاد اسمع بكاء زوجتى فبداية تغيبى عن عالمهم بدأت,
أري بطرف عينى أولادى و هم يهرولون نحوي,
احاول أن انطق بأسم امى ليأتوا بها,
و لكنه كان اسرع, لم يمهلنى حتى لأكمل ابعاد شفتي عن بعضيهما,
و اسمع واضحا في هذه اللحظة الأخيرة بكاء أمى و عويلها من بعيد

2 comments:

3li said...

انت عارف كلامك مؤثر جدا بس انت اول مرة تعرف ان الموت اصدق من الحياه ولا اية ؟؟!!!

bakar said...

هى مش مسألة مين اصدق, الموت و الحياه حقائق و صدق,بس الفكرة ان الموت اقرب و دى الحاجة اللى كتير مننا مش واخد باله منها, و انا شخصيا ساعات بتاخدنى الحياه بكل ما فيها,فحبيت افضل دائما اذكر نفسى بالموت, مش اكتر